إن ما يحمله هذا الكتاب من عنوان ( تورتة المكان) والذي جاء كمصطلح لم يسبق استعماله، إنما رأينا فيه وصفا مناسبا لما هو أمامنا من حالة فريدة تناولت الشأن التاريخي  للمنطقة الأردنية، وتحديدا مدينة مأدبا  مدار البحث والتي خلقت فهما تقليديا مُضَلَلا لتاريخها سمح بإطلاق الصفة التوراتية على كل ما فيها من أثر حضاري، بحيث سيطر هذا الفهم على وعي جيل بأكمله، محاولين الدفع باتجاه فسخ هذا العقد والعمل على تحرير العقل الجمعي من ربقه ما دامت مراعاته باتت غير نافعة في زمن يرفض فيه هذا العقل أي التزامات إضافية تتجاوز معدلات المنطق، ثم ضرورة  العمل على إدراك البواعث  التي تقف وراء هذا التعلق العاطفي بتاريخ المنطقة من قِبل المستشرقين اللاهوتيين كقضية  أصبحت مثارا  للجدل أكثر من كونها نشاطا علميا بريئا .